مقالات وكتابات رأي

قادسية الرباط .. إستمراريةُ العبث

قادسية الرباط .. إستمراريةُ العبث

أخبار دوعن / كتب: محمد باحفص

 

 

خيبة أمل كبيرة أُصيب بها عشاق فريق القادسية جراء إخفاق الفريق في النسخة الثانية من دوري المحضار، وخروجه من البطولة خالي الوفاض من النقاط، وكأنك يابو زيد ما غزيت، وكانت خسارة مباراة الأمس أمام هلال القويرة والمستوى الباهت الذي ظهر به الفريق القشه التي قصمت ظهر البعير وأثارت موجه كبيرة من السخط عند محبي الأصفر والأسود، ذلك الكيان الذي طالما صال وجال في ملاعب الكرة الدوعنية، وكان محطاً للكثير من الإعجاب والإشادة، فأصبح اليوم منبعاً للفرح والسعادة للأندية الأخرى إذا ماعلمت أنه أحد أقطاب مجموعتها، كنايةً عن ضعف الفريق وسهولة تجاوزه وجعله محطه للعبور ليس إلا.

 

ففي مباراة الأمس لم تتمالك الجماهير القدساوية مرارة الخسارة الثالثة على التوالي، وغادرت المدرجات مسرعة، بعد أن كانت تمني النفس بفوز يُعيد لبنو قادس شيئاً من ماضيهم التليد.

 

وتواصل مسلسل العبث بالفريق وفي يوم المباراة وبعد عجز الإدارة عن توفير مواصلات “باص” للفريق إلى مكان إقامة المباراة في قيدون، اضطر اللاعبين للذهاب على متن سيارة هايلوكس، 14 لاعب تم حشرهم في هذه السيارة مع بعض المشجعين، بل صعد بعضهم إلى أعلى السيارة “الشبكة” والبعض الآخر ذهب على دراجته النارية، مما جعل جماهير الأندية الأخرى والمارة على جنبات الطريق ينظرون إليهم بعين السخرية والضحك، بل قال لهم بعض الجمهور “آخرتها هايلوكس” فتمنى بعض اللاعبين أنه لم يذهب إلى المباراة وأنه خلع جرمة القادسية لكيلا يُعرف فيسخر ويتنمر منه.

 

إي إدارة تلك التي لا تستطيع توفير مواصلات لفريقها، في الوقت الذي وصل الحال ببعض الأفرفة الأخرى لتوفير باصات خاصة للجمهور فضلاً عن اللاعبين، هل إنعدم الداعمين في أكبر حواضر دوعن”رباط باعشن” الم يكن بوسعهم البحث عن مصادر لدعم الفريق قبل بدء البطولة، هذه هي النتيجة الحتمية والكارثية لإدارة لم تجتمع قط منذو إعادة تطعيمها بأفراد لم يُبدو كامل إستعدادهم لتولي ما أُوكِل إليهم من مهام.

 

والإشكالية الكبرى أن الفريق ذهب إلى المباراة بلا مدَّرب، لإنتهاء عقده في 2023/8/3م، ذلك العقد الذي وقعه بعد مباشرته لعمله، وكأن الإدارة تعلم مسبقاً بأن الفريق لن يذهب بعيداً في المنافسة، ووصل الفريق إلى الملعب قبل موعد بدء المباراة ببضعة دقائق، بينما الفريق الخصم وصل مبكراً وأنهى تحضيراته للمباراة، ولتدارك أمر المدرب لم يكن أمامهم إلا أخذ أحد المشجعين وألبسوه زي الفريق وجعلوه مدرباً عليهم، ثم جاءو بمشجع آخر لايتجاوز عمره الـ 16 وجعلوه على الجهاز الطبي، بربكم أهكذا تُدار هذه الأفرقة، أم نحنُ الوحيدون المتميزون بالخروج عن المألوف.

 

فريق لا يملك كسارات إلا لـ12 لاعب فقط، بمعنى أنه إذا خرج لاعب يعطي كساراته للذي يدخل، في نسخة مصغرة من منتخب اليمن في “خليجي البصرة”، فريق لديه طقم إنتهئ عمره الإفتراضي بعدة سنين ضوئية، بل أن أحد اللاعبين قبل المباراة بساعتين ذهب إلى بيت عضو في الجهاز الفني يطلب منه أن يعطيه جرمته التي سيلعب بها المباراة، فبحث عنها حتى وجدها.

 

ما ذكر أعلاه لا يعني إلقاء اللَّوم على أعضاء الإدارة فقط فالاعبين يتحملون وزراً كبيراً من التراجع الذي وصل إليه الفريق، فعدم الإنضباط وإستشعار مسؤولية حمل الشعار، واتضح ذلك جلياً من خلال حضور ستة لاعبين فقط للتمرين قبل مباراة هلال القويرة وتمرن البعض مع فريق الناشئين، كل هذا ينمُ عن ضعف في الولاء والإنتماء للكيان، وإنعدم ثقة، فالبعض همهم لبس جرمة الفريق واللعب دون أن يؤدي ما عليه من أدوار ليكتشف لاحقاً في المباريات الرسمية أنه أشبهه ببعير المعصره يدور في تلك الدائرة دون أن يقدم الإضافة، والآخر همَّه إثارة النعرات المناطقية والمجاملات الحِبَّية ولو على حساب مصلحة الفريق، كل هذا إنعكس سلباً على أداء الفريق وأوصله إلى الحضيض.

 

ومع كل هذا هناك بعضاً من الإداريين واللاعبين فعلوا ما بوسعهم لإنتشال الفريق من حالة الإحباط الشديد، وعملوا جاهدين لخدمة هذا الكيان، فشكراً لهم من شغاف القلب.

 

فحوى الكـــلام:

إن هذا الكيان العظيم في أمس الحاجة اليوم قبل أي وقت مضى إلى:

 

١. إعادة هيكلة كاملة للفريق من رأسه حتى ساسه، تتسم بأعلى درجات الشفافية والوضوح.

 

٢. إعداد خطط إستراتيجية توضح الملامح المستقبلية للفريق.

 

٣. إعادة صياغة اللوائح الداخلية المنظمة لعمل الفريق، وضرورة تطبيق هذه اللوائح لا أن تبقى حبراً على ورق.

 

٤. تكوين هيئة إشرافية داعمه ومموله للفريق تضم شخصيات مؤثرة من مختلف الضواحي.

 

٥. الإستفادة من الكوادر التدريبية والكفاءت الإدارية من أبناء المنطقة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

 

٦. استقطاب لاعبين من مختلف الضواحي، من خلال تنظيم دوري للفرق الشعبية واختيار اللاعبين المميزين وفق آليات وشروط واضحة.

 

 

تنتظر الفريق استحقاقات قادمة مهمَّه، وبدون إعادة البناء سيبقى الفريق في دوامه مستمرة من التوهان، وإن غداً لناظره لقريب.

 

 

أعيدو للقدساوي شيئاً من هيبتــه.

الجمهور بحاجة إلى جرعة فرح.

زر الذهاب إلى الأعلى