أخبار دوعنأخبار وادي دوعنصورة وقضية من دوعنمقالات وكتابات رأي

التراث الدوعني في الرمق الأخير

التراث الدوعني يدق ناقوس الخطر…إنه في الرمق الأخير …عمليات بيع وشراء وتهريب …بدأت دوعن تفقد رونقها وبهائها الجذاب…لقد كانت تزخر بمقتنيات رائعة من التحف النادرة …وأشكال وألوان من النحاس والنيكل والفضة والكهرب ذو القيمة العالية …وغيرها الكثير والكثير يصعب عده وتعداده…وهاهي الأسواق تفترش الأرض… بتراث دوعن الأصيل …على مرآء ومسمع …من مسؤولي ومثقفي …كل شرائح المجتمع الدوعني …نرى تاريخنا يذوب كالملح في الكأس …وكأن شي لم يحدث…مايحصل في حق هذا الوادي شي مخيف ومفزع …كل جميل يتلاشى ويختفي…ماذا بقي لدوعن أن تفتخر به ؟!!!لقد جاء مؤرخين وعلماء ورحالة من كل أقطار العالم أمثال فون فريدا …وليو هيرش ….ودورين إنجرامس …وغيرهم ممن أعجبوا بكل تراث وتاريخ هذا الوادي العريق …جاءوا من كل حدب وصوب …ووصفوا جمالها وتراثها الذي يخطف العقول ويذهل الأبصار …وهاهم لصوص بلباس شرعي بإمتياز… يقتاتون من لحم تاريخهم الذي لا يباع ولا يوهب ولو بكنوز الدنيا وما فيها…والعجيب العجاب الذين باعوا تراثنا هم من أبناء جلدتنا…باعوا تراث لا يقدر بثمن ولا بقيمة …حتى وللأسف الشديد ….تم خلع الأبواب واللهوج ذات الزخارف المميزة والجذابة…
تراث الأجداد يباع….
انها صرخة مزلزلة من الأعماق
يا عقلاء ووجهلاء دوعن الغالية …تراثنا في خطر عظيم إن لم نصحو ونتحرك عمليا وسريع فقل عالدنيا السلام …
إن التراث هو قلب دوعن الذي ينبض بالحياه …ويتنفس بعبق التاريخ الذي يحكي حقبة رسمت بأناملها…إبداع فريد وزخرفة رائعة ….كل قطعة تباع كمن يبيع كل يوم جزء من أعضائه…
لا زال هناك بصيص أمل لعل وعسى… أن يتدخل العقلاء والمثقفين لإنقاذ مايمكن إنقاذه من ثراثنا الأصيل…..
وهناك على سبيل المثال… عندنا كبار التجار من أبناء دوعن… وأهلها لماذا لا يتم جمع مبالغ من كل التجار في الداخل والخارج؟!!! ويتم شراء هذه القطع من كل بيت وبائع ويوضع لها متحف عالمي …وتكون دوعن هي صاحبة الريادة والقيادة في نشر وحفظ التراث الأصيل …تراث الآباء والأجداد…هذا الإرث التاريخي العظيم إذا تم جمعه وترتيبه وتدوينه سوف يرتاد هذا المتحف كل سائح وخبير وزائر من كل أنحاء العالم…وسوف يتعرف أبنائينا على تراثهم ويستفيدوا من خبرات أجدادهم …ويحافظوا عليها من الضياع والإندثار…ويجب أرشفة وتوثيق التراث حسب التطور التكنولوجي الحديث ويستفيدوا من الخبرات الأخرى عالميا ومحليا …ودوعن تزخر بعلماء …ومثقفين ومخترعين وسوف تكون لهم آيادي ناصعة البياض …في هذا المجال خاصة وكل ماينفع إهلهم ووطنهم ومجتمعهم …في كل مجالات الحياة.
هنا أتوجه للمهندس المبدع عبدالله بقشان…أن يقوم بهذه المهمة التاريخية…الذي له تاريخ ووجود يذكر…في كل مجالات المجتمع الدوعني خاصة …والوطن بشكل عام …والدعوة عامة لكل تجار دوعن لحفظ وصيانة التراث …وجمع فتات من بقي منه…ويتم تدوين وتصوير لكل القطع الأثرية …وياحبذا أن تكون هناك لجنة …لجمع التراث الأصيل من الكتاب …والمثقفين بدوعن
لقد قمت بإلتقاط صور لإحدى المتاحف الشخصية بدوعن …فكادت أن تدمع عيني …وقلت في نفسي: ليت لي أموال ضخمة …لقمت بشراء كل قطعة …وسأعمل متحف …عالمي متطور …ولكن العين بصيرة واليد قصيرة… كما يقول المثل…
يامثقفي دوعن وتجارها الوقت ينفذ …وآثارنا يبتلعها الطمع والجشع …دوعن تختفي من قائمة التراث الأصيل …ولم يبق إلا الهيكل العظمي روح بلا جسد…جسم خاوي بلا عقل …بدأ السوس ينخر في جسد دوعن منذ عقدين ونيف من الزمان …والصمت المخيف صدع هذا الصرح العظيم…فهل من ضمير حي…وحس مرهف …يضع لهذا الإنفلات حد بقوة وسواعد أهلها ومحبيها وعشاقها …وتعود دوعن كما كانت بلد التراث والتصميم والفخر …نأمل ذلك وهذا هو الإمتحان الأخير …والإختبار الوحيد …فإما نكون أو لا نكون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى