مقالات وكتابات رأي

ثلاثة قاصمة الظهر الأحزاب والقبيلة والجهل ؟!!!

المتفحص لكل الأحداث والأزمات التي تعصف بالدول العربية والإسلامية وتسيل أودية من الدماء البرئية، ناهيك عن السجناء المظلومين ، وماخفي كان أعظم ، يعرف أن هناك الثلاثي القاتل خلف كل ذلك القبيلة وسلاحها والأحزاب وأفكارها المنحرفة والجهل والذي يتمثل في كل معنى هذه الكلمة وسنتطرق لها لاحقاً …

تعتبر كثرة الأحزاب في أي دولة عربية وإسلامية بداية الصراع الدموي بين الأطراف وتظل الحياة راكدة ومتخلفة وهكذا دواليك وسنأخذ عينة من هذه الأحزاب في اليمن حزب الإصلاح الذي اكتشف أمره لاحقاً وسقط قناعه عدة مرات فتارة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمتسلط على كل خيرات اليمن وتارة مع الإشتراكي الذي أتهمه بالكفر وأخيراً مع الحوثي ولكن بطرف خفي وسقطت كل فتاويه الكفرية ضده ولزم الصمت هو وعلمائه …

وهناك الحراك السلمي الذي ليس له أي ثقل سياسي بل نسمع قعقعة ولا نرى طحيناً يطبل ويدندن من عشرات السنين ،بل تم إختراقه من الحزب الحاكم وانطوى أكثر قادته تحت جناح علي صالح المخلوع ولكن من تحت الستار …

إذاً هذه الأحزاب تتصارع للسلطة والثروة ،وليس للشعب أو المواطن لذلك كشفت أخيراً وتناثرت شعاراته ،البراقة الكاذبة ،وهاهي الأحزاب تتحالف مع الحوثي تحت مسمى الشراكة الوطنية، ثم اختلف الحال وانقسم القوم ولكن لازال الكثير موالي لأصحابه ،وهذا سر عدم إنتصاراتنا على حفنة جاءوا من جبال مران عاثوا في الأرض فساداً …

لذلك فكثرة الأحزاب والجماعات الدينية تحت إي مسمى ، تعتبر سم وخنجر قاتل في جسم الأمة ،وخير دليل كان هناك حزب واحد حاكم في الجنوب سابقاً ،ولكنه أسكت كل خصومه وأمن البلاد ونشر السلام ،وإن كانت هناك ثغرات قاتلة جعلته من الدول المتخلفة علمياً وإقتصادياً وإجتماعياً ، وثقافياً ، بسبب تخلفه عن العالم وانغلاقه عن اللحوق بركب التطور ،وأكبر دليل توحده مع الشمال بدون خطة مدروسة ولا استراتيجية ولا نظرة ثاقبة للمستقبل ، لذا أصبح طعم سهل في كل شؤون حياته …

القبيلة في أي دولة إسلامية أو عربية تعتبر رأس التخلف والهمجية ، وأكبر دليل صارخ قبائل الشمال رغم كثرتهم وتعدد أجناسهم وألوانهم ، إلا إنهم يعيشون في خوف وقتل ومذابح شبه يومية ،لا دين يحكمهم ولا قانون ولا ضمير إنساني ولا أخلاقي ، قبائل متوحشة وقطاع طرق ، عصابات سلب ونهب وفيد …

كانت قبائل الشمال تحاط بهالة من الدعاية الكبيرة ضد أي عدوان ،ولكن سقط قناعها بحفنة جاءوا من جبال مران جعلهم تحت جناحه بل وسود وجوههم وفعل الأفاعيل بهم وحاصرهم وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم وأشترى شيوخهم ورجالهم بالمال والسلطة …

القبيلة تعتبر من أهم المدمرات العصرية ، وتعتبر بؤرة التخلف والرجوع لعصر الحمير والجمال ،ففي الشمال اليمني مثلاً القبيلة تسرق وتغتصب الأراضي وتقتل ولا حسيب ولا رقيب عليها …

القوة للسلاح ،وشيخ القبيلة، والمال والسلطة، لذلك لما دخلت الجنوب تقاسمت الثروة وحصل الكثير من شيوخ القبائل على آبار نفط باسمها وأراضي وغير ذلك…

أصبح الجنوب فريسة للذئاب الضارية والوحوش الكاسرة حتى تركوا شعب الجنوب في كل شؤون حياته عظم بلا لحم وهيكل في صورة بشر …

وفي الجنوب سابقاً قيد الحزب الإشتراكي دور القبيلة ،فجاء الأمن والأمان وصار الناس كأسنان المشط ، يحتكمون للقانون والويل والثبور لمن خالف أو أعترض .

وأخيراً الجهل وهو جوهر ولب هذا المقال ،والجهل بالدين أول المهلكات ورأس التخلف وذلك بزرع بذرة التنافر والخضوع للشيخ أو العالم والويل والثبور لمن خالف العالم أو الشيخ وقاعدة ( لحوم العلماء سموم دندن المتخلفين لعدم المعارضة العلمية ) …

وهذا ماحصل هؤلاء جماعة فلان وهؤلاء جماعة زعطان وصرنا كالفيران نعض في بعضنا البعض ، والنتيجة تخلف قاتل لشبابنا لذلك من السهل استقطابهم لجماعات إرهابية للأسف لا تقتل إلا أخيها ولا تقطع إلا كفها ولا تبتر إلا يدها ، والحال والواقع غني عن التعريف …

وأكبر دليل على تخلف جيلنا الديني عندما احتجنا لهم لقتال الباغي الظالم الخارج علينا من جبال مران ومن كهوف الظلام ومن عمامة الخمئيني ومن جبة حسن نصر الله ، لم نجدهم رغم إنهم يعدون في الشمال وحده بأكثر من عشرة مليون شاب متدين ومتحمس للقتال من أي باغي أو مختطف لدينهم من عمائم إيران ، لكن لأنهم مسيرون بعلماء عملاء وليس مخيرون ومثقفون كالأتراك مثلاً ،وهنا يكمن سر التخلف الديني فلقد كان علمائهم وأعني عملائهم في وقت السلم يصفونهم بالكفر والشيعة الصفوييين وووالخ ولما جاء الصدق تحولت سيوفهم إلى خشب وألسنتهم إلى كتلة من الحديد، وفتاويهم إلى استراحة محارب ؟!!!”

الجهل في المناهج التعليمية صنع لنا جيل بليد الحس صفر اللغة العربية ، لا يجيد قول جملة مفيدة في لقاء صحفي يشاهده ملاييين الناس ،وأقولها بصراحة وبدون مجاملة الجنوب متخلف علمياً ولغوياً وأدبياً ، بسبب المناهج قديماً وخاصة منهج الحزب الإشتراكي والمنهج الحالي المتعمد تحطيم الجيل …

وخذ مثالاً حياً نزلت قناة الجزيرة عدة مرات للشارع في أحداث الحراك السلمي فوجدت لغة ركيكة ومخيبة للآمال في 90% من الشعب الجنوبي ولازال الشعب الجنوبي يحتاج لوقفة صارخة وسريعة لتغيير المناهج ووضع خطط،لرفع مستوى التعليم فيها …

طبعاً قد يقول قائل لم تنصف الجنوب أقول إي وربي أنصفته وأنزل للشارع وأتحداك تعمل لقاء صحفي مباشر من أي حي أو محافظة أو مدينة في الجنوب لتعرف الحقيقة المرة والتي تحز في النفس وتفتت الكبد ،نحن نعالج الجرح ونبتر سرطان الجهل لا ندعي صلاحه ليفسد الأمة كلها …

ليت مدرسة ( الغيل الوسطى)
– والتي تقع في جنوب اليمن سابقاً وتحديداً في مدينة غيل باوزير – تعود ونستنسخ مناهج خططنا التربوية والتعليمية منها ، لصار الحال أفضل، فهذه المدرسة ستظل نبراس وشعلة ذات يوم أضاءت دروب العلم وصنعت جيل مثقف حصيف ،فهل لهذا النموذج والصرح العلمي النادر من عودة لأجيالنا لتنهل من نبع العلم الصافي…

وخذ عينة أخرى جيل الشمال رغم تخلفهم القبلي وجهلهم الجيني المتوارث والذي يجري في عروقهم أباً عن جد ، رغم كل هذه السلبيات إلا أن جيل الشمال كله متعلم منفتح متكلم بطلاقة يعجز عنها البيان فطفل من الشمال تجري معه لقاء صحفي أو تلفزيوني والله يعدل بألف من شبابنا في الجنوب ، ناهيك عن أي شخص تلتقطه الكاميرا ، هذه حقيقة والحق أحق أن يقال ، ومن كابر فالتحدي قائم ومستمر فليخرج للشارع بكاميرا قناة الجزيرة أو العربية مثلاً ،وليأخذ عينات عشوائية من كل فئات المجتمع طفلاً أو شاباً أو شيخاً من الشمال، وكذلك بالمثل من الجنوب والتجربة خير برهان …

الجهل له عدة معان الجهل بالدين وعدم التفكير والإجتهاد وإعمال العقل والنقد، وكشف الثغرات في بعض الفتاوي…

هذا جيل يستلم فقط الملفات للتخزين والعمل بها دون تفكير أو سؤال لماذا ولما وكيف ؟!!! وصدق فيهم المثل الشعبي :
(( سيدي وصانا وقال: لا ترجع )) وشر البلية مايضحك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى