تعبت وكل ساعدي وفتر زنادي من شعارات هوجاء وخطابات حمقاء ، خذ هذا الوطن
للايجار فلا أملك ذرة وطنية طالما من يسكنها سفاح مصاص دماء ، لا أريد وطن
أموت فيه جوعا ، لا أريد وطن سلبني أمني وإنسانيتي خذوا الوطن بترابه بشجره
بثرواته وأتركوا لي خيمة أعيش تحتها بسلام وأمن لا خوف ولا تشريد .
هذا البشر فيها للبيع سأقودهم لهم كالخرفان إلا ثلة قليل ولكنهم ضحية أخيه
الإنسان ، ماذا بقي لنا فلا وطن يستحق أن نعيش لأجله ولا إنسان نستحق نموت
ليبقى هو يجندل فلذات أكبادنا تحت شعار وتعصب ومذهب لا إنسانية.
أي وطن نبحث عنه في غياهب الزمان وأي إنسان نفخر به في وطننا العربي الجريح
وجرحه وموته من بنو جلدته ومن عنصره ومعدنه ، تربى وترعرع على الكره والبغض
والشحناء والطائفية ، أف لهذا الإنسان ولد لكي يقتل ويسفك الدماء ، كلا يظن
نفسه ملاك وهو هلاك وموت محقق وسم زعاف .
أبحث عن إنسان قبل الوطن يملك الإنسانية والضمير والحب والسلام لكل البشر بدون
تمييز مذهبي ولا ديني ولا طائفي وعدد ما شئت يا وطني الجريح من الشام إلى
العراق إلى اليمن إلى أقصى الكرة الأرضية طولا وعرضا .
أبحث عن إنسان يرأف بالحيوان والبهيمة قبل الإنسان ، أما هذا البشر الذي قلبه
من حجر وعقله كأوراق الشجر هو معروض للبيع في سوق النخاسة لا حاجة لنا به لأنه
ولد وعاش لكي يموت إما لأجل مذهبه وتفكيره ونزوته ، أو تبرمج عقليا وعمل له
غسيل مخ .
هذا الإنسان معروض للبيع وأنى يشترى لأنه يسرق وطنه وخيراته يقتل أهلها وفلذات
أكبادها ، استأجره الشيطان ليحرق ويدمر ويسفك وينهب ، هذا الوطن لو كان له
لسان لنطق وقال : لا تتفوه بالوطنية لا تتشدق بالدين والضمير أنت ولد عاق ،
وأنا برئ منك إلى يوم الدين ؟!!
هذا الوطن للإيجار لأن ساكنها ( الإنسان) يده تحمل السم والموت الأحمر (لأن
حاميها حراميها ) ، هو من يدمرها ويسويها بالتراب لهذا نعرضه للإيجار من
( دولة ما ) ستصونه وتحفظه لأجيالنا القادمة.
دعونا نحلم بوطن جميل كبقية دول العالم ..دعونا نحلم بنسخ بشرية تبني وتعمر
وتطور نفسها مثل ما نشاهد خارج كوكبنا هذا العربي المخزي ، هل ستلد الأمهات
جينات فرعونية مدمرة قاتلة للأبد هل هذه الجينات تحمل بصمات وراثية قاتلة مثل
سابقتها وهل سنعيش في دوامة مخيفة ومرعبة إلى مالانهاية ؟!!!
سنعقد الأمل وستشرق شمس الحرية يوما ما ربما يكون مئة عام أو ألف عام أو
يزيدون ..وربما أقل !!!
الحل السحري هو في الإنسان نفسه متى بدل جلده وتفكيره وعقليته سينكشف الغطاء
ونعيش بأمن وأمان ما بقي الليل والنهار .
